حب فنانين المغاربة.

وإذا كانت الساحة الفنية العربية، سيما المصرية واللبنانية، تحفل بالعديد من القصص عن غراميات أهل الفن، الذين كثيرا ما يفشلون في حياتهم العاطفية، أو يجددونها مثل تجديدهم للأدوار التي يشخصونها، فإن الفنانين المغاربة مازالوا الى حد ما بعيدين عن مثل هذه التجارب، حيث نسجل الكثير من الزيجات الناجحة والمبنية فعلا على حب كبير, مثل ما هو حال الفنانة أمينة رشيد وعبد الله شقرون، اللذين يجسدان المثل القوي "للعشرة" المبنية على المودة والاحترام طبعا إلى جانب الإحساس النبيل الذي يحمله كل منهما تجاه الآخر.
إن الحب إذا لم يقترن بالاحترام، سرعان ما يتهاوى، لأنه لايمكن أن تنبني الحياة على الحب وحده وعلى العواطف فقط من دون أن تكون مقرونة بالتفكير الجدي في قبول الآخر كما هو لاكما يجب أن يكون.

ربما حياة الفنانين تختلف بعض الشيء عن حياة الناس العاديين، في كون مجال عملهم يفتح أمامهم باب اللقاءات المتكررة وكذا لعب أدوار متعددة الأحاسيس والمشاعر، وبالتالي فانهم يعيشون "الحب" في مختلف درجاته، وربما قد يخرجون من عمل فني بحب جديد، خصوصا إذا كان الفنان من ذوي الأحاسيس المرهفة.

فالحب عند أهل الفن تختلف تعريفاته، هو أولا حب للمهنة وللميدان الذي غالبا ما قد يستأثر بحياة الفنان ويجعله ينسى نفسه كثيرا في ظل انشغالاته وتنقلاته، كما أنه حب للآخر إذا ما وجد فعلا الإنسان الذي يستطيع أن يتقاسم معه همومه سيما الفنية، لذلك قد نجد بعضا من الزيجات أو العلاقات تنبني من داخل الوسط الفني نفسه، ثم هو حب للناس خصوصا الجمهور الذي يعتبر السند الحقيقي لأي فنان، حتى وإن تعثرت إبداعاته

فالحب عند أهل الفن مساحات كبيرة للانفتاح على الحياة وعلى الآخرين
لكن الملاحظ هو أن أغلب الفنانين المغاربة عندما يتحدثون عن الحب، فإنهم ينطلقون من مفهومه الشامل، حب الله والوالدين والأسرة وحب الجمهور و المهنة وغيرها، متجاوزين بشكل تلقائي الوقوف عند العاطفة التي تجمع المرأة بالرجل، وكأنهم يخشون البوح ببعض الأسرار التي يحسبونها ملكا خاصا لهم.

ربما هذا واقع الكثيرين، بحكم التربية وبحكم ما يفرضه المجتمع من قوانين التكتم وعدم البوح بأسرار قد نراها شخصية وخاصة، كما أن أغلب الفنانين يتفادون الحديث عن حياتهم الخاصة، وإن حصل ذلك فإنه يكون نادرا، ومرتبطا بأزمة معينة تفرض الخروج من الصمت من أجل التوضيح لتبقى أسرار أي علاقة عاطفية لفنان أو فنانة لايمكن معرفة حقيقتها أو اكتشافها إلا من خلال العيون "المتلصصة" من متتبعي أخبار وأسرار الآخرين.وشكرا.

شكرا على هذا الموضوع