بسم الله الرحمن الرحيم
لا يمكن اعتبار موضوعة الضغوط النفسية وليدة حالة بشرية أو انسانية مستقلة، تماماً كما لا يمكن اعتبارها مرتبطة بحالة زمنية محددة بتاريخ معيّن أو مرحلة معينة.
ويمكن هنا من اعتبار الضغوط النفسية التي يتعرض لها البشر حالة مرافقة للتكوين البشري منذ الخليقة الاولى ولكن وفق مفاهيم الاعراف والقيم التي كانت سائدة خلال تلك الفترة وأيضا وفق التفسيرات الغيبية واللاواعية التي كانت تستخدم لتحليل مثل هذه الظواهر والتقلبات.
وفي العالم المعاصر وإن لازالت هذه الحالة النفسية سائدة حتى يومنا هذا إلا انها اخذت مفاهيم وتعاريف اخرى اكثر علمية وواقعية ووضوح من التفسيرات الكلاسيكية التي كانت سائدة خلال الفترات السابقة.
ويعود هذا التطور المعرفي في عملية إستحداث وتوضيح وأيضا شرح المفاهيم الحديثة لحالة الضغوط النفسية كجزء من ردود الافعال النفسية المتباينة الشدة والتبعات إلى العديد من البحوث والدراسات القيّمة التي وقف على تفعيلها ونشرها العديد من الاختصاصيين النفسانيين الذين يدينون هم انفسهم بالفضل والعرفان للعديد من المجاميع البشرية التي قبلت ان تدخل ميدان البحوث هذه على شكل عينات احصائية وذلك من اجل إغناء البحوث وبالتالي الإرتقاء بقيم مصداقيتها.
ولا يمكن ان ننظر إلى مدلولات الضغط النفسي وذلك من حيث نشأتها المتفردة بحالة ما بل ان الضغط النفسي حالى مرافقة للاداء البشري وقادرة على الظهور في اي وقت وفي اي مكان.
وقد ياخذ الضغط النفسي ابعاداً متعددة التاثيرات وذلك وفقأ لإعتبارات المحيط الذي يظهر ويسيطر على الحالة البشرية المشتركة في الفعل الانساني.
فمن الضغوطات النفسية المهنية بسبب طبيعة العمل إلى الضغوطات النفسية بسبب الإنتماء الفكري أو العقائدي مسافة من التسلسلات ذات التاثيرات المتباينة على البشر.
كما لا يمكن من تعليق الضغوط النفسية على فئة عمرية معينة لانها تكاد تكون حالة مرافقة للتطور البشري على صعيد الفرد الواحد.
وهي مجموعة الضغوط النفسية التي يتعرض لها الاطفال والشباب وحتى تجاوز مرحلة البلوغ.
ومثلما يمكن ان يتعرض الاطفال لضغوطٍ نفسية معينة ولاسباب متعددة فيمكن ان يتعرض الشباب وخصوصا عند مرحلة التطور البايولوجي المتعلق بالبلوغ إلى مجموعة متنوعة من الضغوطات النفسية وخصوصا تلك الناشئة عن القلق الجنسي وكيفية تحقيق تطور الرغبات والتكيف مع مرحلة الإنتقال من مرحلة الصبا إلى مرحلة الشباب وعلى صعيد الجنسين.
وقد لا تنتشر النتائج السلبية لهذه الفئة بشكل كبير كما لا يمكن ان تتسبب في إلحاق الاذى بمجموعة كبيرة من العلاقات بسبب محدوديتها ومحدودية تأثيراتها على الشخص ذاته وذلك بسبب مرجعية اسبابها التي أدت إلى ظهور الحالة والتي قد لا تتعدى بعض الرغبات الشبابية عند مرحلة الشباب.
وعلى العكس من ذلك فإنه يمكن إعتبار تعرض الاطفال ومن بداية سن الوعي وحتى إنتهاء مرحلة المراهقة من اخطر المراحل التي يمكن ان تتسبب في آثار نفسية خطيرة يمكن ان تمتذ لمراحل عمرية طويلة.
وشكرا.