لا يختلف المقال الجغرافي عن المقال التاريخي، فهما ينطلقان من طرح الإشكالية (أو الإشكاليات) في المقدمة ليتم تحليلها ومناقشتها في جوهر الموضوع.
1) المرحلة الأولى:
هي مرحلة حصر الموضوع وتحديده وذلك بعد قراءة الموضوع قراءة متكررة. وأثناء ذلك يتم تسطير الكلمات المفاتيح أو وضعها في إطار أو أي شكل يختاره التلميذ ويرتاح له. وهذه العبارات تمكن من تحديد الموضوع بكل دقة ومن طرح الإشكالية حتى لا يقع الخروج عن الموضوع.
وكما قلنا فإن تخطيط أو إشكاليات الموضع عادة ما تكون واردة في سياق المعطى والسؤال. فيكفي بعض التركيز لاستنطاق الموضوع واستخراج محاوره وعناصره التي تمثل الأفكار الرئيسية فيه وتمثل قوائم التخطيط. ويجب عادة أن يقع إتباع التخطيط المعلن عليه في الموضوع.
2) المرحلة الثانية:
هي مرحلة تجميع المعطيات والمعلومات اللازمة لتحليل الموضوع وشرحه وإستيفاء متطلباته المنهجية. ولا بدّ هنا من إعتماد عناصر التذكّر والترتيب والتوزيع للمعلومات بما يتناسب مع نوع الموضوع (إستعراضي، تأليفي، مقارنة).
فإذا ما تمّ تحديد الإشكاليات التي تمثل التخطيط (المحاور الرئيسية) في المرحلة الأولى، فإن المرحلة الثانية هي توزيع المعلومات المجمّعة والمستحضرة حسب المحاور المتصلة بالموضوع. ولا بد على التلميذ أن يتعامل مع المعلومات بطريقة نقدية ينتقي منها ما يناسب الموضوع لتفادي الخروج عنه أو الخلط أو تحميله ما لا يحتمل.
3) المرحلة الثالثة:
هي مرحلة إنجاز التخطيط. كما قلنا فإن التخطيط غالبا ما يتضمّنه الموضوع المطروح خصوصا في المواضيع الاستعراضية، ثم يكون للتلميذ دور مهمّ في وضعه بشكل منظم ومنطقي في المواضيع التأليفية أو المقارنة.
في هذه المرحلة لا بد للتلميذ أن ينظم المعطيات حسب تسلسل منطقي ومتماسك، وأن يجمعها في شكل محاور أوعناصر أساسية ومتوازنة (محورين أو ثلاثة).
وخلال ذلك على التلميذ أن ينتبه إلى توزيع المعطيات حسب المحاور المحددة وأن يتجنب التكرار والخلط وأن يحسن انتقاءها وتوظيفها.
4) المرحلة الرابعة:
هي مرحلة التحرير:
أ- بعد إنجاز التخطيط لا بد من التقديم له (تقديم أو مقدمة):
تتضمن المقدمة طرح الإشكالية والإعلان عن تخطيط الموضوع، هذا علاوة على ما يجب توفيره من عناصر تقديمية أخرى كتعريف مختصر لبعض الظواهر والأحداث التاريخية المهمة كأزمة الثلاثينات، الحرب الباردة... ثم الإطار التاريخي والإطار الجغرافي...
فإذا كان المقال التاريخي يتضمن حدودا تاريخية وجغرافية لا بدّ من التعرض في المقدمة إلى الإطارين التاريخي والجغرافي وتحديدها مع إضافة بعض المعطيات حول الظرفية التاريخية الحافة بالموضوع. مثل دراسة التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي أفضت إلى بناء الدولة الوطنية وتحديث المجتمع بين 1956 و 1964. فلا بد مت تحديد الإطار التاريخي (1956-1964) والظرفية التاريخية المحيطة به (ظرفية الاستقلال) والإطار المكاني (البلاد التونسية).
كما يمكن أن لا يتطلب الموضوع ذلك مثلا في: المظاهر الاقتصادية والاجتماعية لأزمة الثلاثينات. حيث يمكن أن نعرف بالأزمة محددين الإطار التاريخي لها دون تقيد بما يستوجبه النوع السابق.
ب- العرض:
يتم تحرير جوهر الموضوع مباشرة بعد الانتهاء من إنجاز التخطيط واستيفاء قواعده الأساسية المذكورة. وينبغي تطبيق التخطيط المتوصّل إليه. كما يمكن عنونة كل محور وعناصره وترقيمها. ويمكن أيضا الفصل بين العناصر والمحاور بجمل إنتقالية قد تكون أسئلة أو جمل عادية تنمّ عن فهم سليم ووعي بالتخطيط ومتطلبات الموضوع. ويمكن ترك سطر فارغ بين العناصر والمحاور لغايات إجرائية تنظيمية.
ويُعتبر كل عنصر وحدة متكاملة متكونة من فقرات متتالية يُستحسن أن تتضمن كل منها فكرة أساسية مدعّمة بأمثلة وأحداث.
ج- الخاتمة:
تُعتبر الخاتمة عنصرا أساسيا في الموضوع مثلها مثل المقدمة لا يجب إهمالها بسبب ضيق الوقت مثلا. فهي تمثل أوج التحليل تُستغلّ لتأكيد النتائج المتوصّل إليها ولفتح آفاق جديدة للموضوع.