تعليق شمولي.

المسرح كفن راق وشمولي ومعبر عن الإنسان في مختلف حالاته يعتبر حليفا استراتيجيا للمشروع التربوي حيث يساهم في بلورة الوعي الذاتي وتنمية المدارك وتأهيل الطاقات.



إن الدروس الأولى التي يتلقاها الوارد إلى عالم المسرح تتجلى في التركيز والاسترخاء والتخلص من الضغوط النفسية وتحرير النفس وتطهيرها من كل المعاني السلبية فهذه الوظيفة التطهيرية تساعد السجين على التخلص من الهواجس المرتبطة بجنوحه الأولي وتعيده بالتالي إلى إعادة التفكير بشكل هادئ في مستقبل مساره الحياتي بالإضافة إلى ما يتيحه المسرح من انفتاح على جماليات أخرى كالفن التشكيلي والموسيقى والرقص وباقي الفنون التي تساعد على تهذيب الذوق وتنمية الأحاسيس بقيمة الحياة.



كما أن روح المسرح روح جماعية تتطلب العمل في مجموعة قادرة على تبادل الأفكار والإحساس والإشارات والحوارات والرموز مما يساعد على إنماء القدرة التواصلية وتنمية العيش بين الجماعة.



إلى كل ذلك يظل المسرح والإبداع بصفة عامة حليف تربوي لإعادة إدماج السجناء وتجاوز حالات العود وتجنيب المجتمع عموما الكثير من ظواهر الاختلال والجنوح.