مفهوم التعليم المغربي.

يعتبر الزمن المدرسي الركيزة الأساسية للعملية التربوية برمتها، حيث تنص جميع التشريعات الإدارية والتربوية على حسن تدبير الزمن واستغلال الحصص المدرسية بشكل هادف ومعقلن تجنبا للضياع والهدر. إذ أنه كلما تم التحكم في الزمن وتم استغلاله استغلالا أمثل كلما ارتفع التحصيل الدراسي عند التلاميذ، وكلما تم تحقيق مردودية مدرسية أفضل. وقد أولت النصوص التشريعية أهمية قصوى لضرورة تنظيم الحصص الدراسية انطلاقا من الحصة ذاتها إلى الحصص اليومية إلى الحصص الأسبوعية إلى التوزيع السنوي حتى يستفيد التلاميذ من مختلف الأنشطة التربوية والمهارية والعلائقية وكل ما يرتبط بالفضاء التربوي والعملية التعليمية التعلمية.
لكن المتتبع للإيقاعات المدرسية، والملاحظ لتوالي لحظات الحصة الدراسية يمكن أن يلمس بكل بساطة مجموعة من الاختلالات والاضطرابات التي تطال الفترة المخصصة للحصة الدراسية والتي تنعكس على الحصص اليومية فالحصص الأسبوعية ومن ثم التوزيع السنوي.
فما هي الاختلالات التي تطال الحصص الدراسية يوميا ومنذ انطلاق السنة الدراسية إلى مغادرة التلاميذ المؤسسة التعليمية نحو العطلة الصيفية؟ وما هي آثار وانعكاسات هذه الاختلالات على التحصيل الدراسي والمردوية المدرسية؟ وكيف تؤدي هذه الاختلالات إلى هدر الزمن المدرسي؟ وأي علاقة لهدر الزمن المدرسي بالهدر المدرسي؟ وكيف يمكن تدبير الزمن المدرسي تدبيرا معقلنا؟
سنحاول قدر الإمكان ، في هذه المقالة المتواضعة، الإجابة، على هذه الإشكالية المركبة، انطلاقا من واقعنا المدرسي المعيش والملاحظات الميدانية ومواكبتنا لمختلف الاختلالات والاضطرابات التي تطال الحصص الدراسية اليومية والأسبوعية والسنوية، محاولين الوقوف واقعيا على هدر الزمن المدرسي، وكيف يصبح هدر الزمن المدرسي أحد العوامل الأساسية لانخفاض التحصيل الدراسي عند التلاميذ ومنه الهدر المدرسي ومغادرة التلاميذ الأسلاك الدراسية.وبالرغم من كثافة المعلومات المتدفقة ونظرا لتشعب الظاهرة المرصودة فإننا لن ندعي الإحاطة بالموضوع المتناول بقدر ما سنحاول تسليط الأضواء على بعض جوانبه البارزة الناتجة عن المواكبة اليومية لمجريات العملية التربوية والعناصر المكونة لها ضمن الفضاء التربوي بالمؤسسات التعليمية. وحتى نضع القارئ الكريم في غمرة الاختلالات اللحظية والممارسات الآنية فإننا ننتهج المقاربة الوصفية اللصيقة بالفضاء التربوي والحياة المدرسية راصدين توالي الأحداث عبر الزمان.
في نظركم لماذا لم تتوفر المصداقية. وشكرا.