الدرس الذي لم تستوعبه التلميذة ولا نبهتها اليه أسرتها.. وربما لم يستوعبه كثيرون منا حتي الآن هو طلب حاجيات عن طريق التليفون وحينما يصل العامل الي المنزل يكون المسرح مهيئا لارتكاب أي جريمة من أي نوع! حدث هذا في مدينة 6 أكتوبر وكثير من الاحياء.. وها هو يتكرر في الحي الهاديء .. وكانت النتيجة جريمة اغتصاب ضاعت معها فتاة صغيرة بين أنياب ذئب جائع!
التفاصيل.. بدأت الساعة الحادية عشرة مساء.. واستغرقت ساعة ونصف الساعة حتي غادر المتهم مسرح الجريمة.
الظلام والسكون يحيطان بشارع اسماعيل محمد بالزمالك وبدت هذه الصورة شديدة التناقض مع صورته أثناء النهار حيث تملؤه الحيوية والنشاط وتراه مزدحما بطلبة وطالبات كلية التربية الفنية وكلية الفنون الجميلة الذين يغطون هذا الشارع ذهابا وايابا.
خلا الشارع من المارة تماما باستثناء بعض السيارات القليلة التي تقطع الشارع من وقت لآخر.
فجأة اخترقت الشارع دراجة مسرعة يقودها شاب صغير توقف أمام احدي العمارات وهو يقرأ الرقم المدون علي باب العمارة الي أن تأكد انه الرقم المطلوب وحمل حقيبة بلاستيكية وتوجه نحو مدخل العمارة.. وكان واضحا انه احد عمال خدمة التوصيل للمنازل وأن الحقيبة تحتوي علي بعض الاطعمة التي طلبها أحد السكان.
اغتصاب
صعد الشاب الي الطابق الثاني مباشرة وتوقف قليلا وهو يطالع أرقام الشقق التي يضمها الطابق ثم توقف أمام احدي الشقق وقرع الجرس.
ثوان معدودة وانفتح باب الشقة وظهرت خلفه فتاة لا تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها.
كانت الفتاة ترتدي استرتش ضيق وتي شيرت يبرز ملامح أنوثتها بوضوح.
تناولت منه الحقيبة وهي تمسك بيدها الاخري هاتفها المحمول وتتحدث مع احدي صديقاتها.
طلبت من العامل الانتظار حتي تحضر له النقود من الداخل واستأنفت حديثها مع صديقتها قائلة: 'بابا وماما هيتأخروا في الصيدلية.. وأنا قاعدة لوحدي ومش عارفه اعمل ايه..زهقت من المذاكرة والملل هيقتلني'.
كانت عينا الشاب ملتصقة بالفتاة وهو يتابعها بنظرات جائعة.. وبدأت كلماتها ترن في أذنيه وهو يستعيدها بسرعة 'انا قاعدة لوحدي'.. 'بابا وماما هيتأخروا في الصيدلية'.
وبدأت الفكرة الشيطانية تختمر في رأسه لماذا لا يلتهم هذه الفتاة الصغيرة صاحبة الانوثة المتفجرة التي تسبق سنوات عمرها الصغيرة.
كل الظروف مهيأة لارتكاب هذه الجريمة.. الرغبة التي تأكله.. وجود الفتاة بمفردها.. تأكده من عدم عودة والديها الا بعد ساعات طويلة.
كانت العقبة الوحيدة أمامه هي صديقة الفتاة التي تتحدث معها تليفونيا.. فهو لا يعرف أين تقيم.. قريبة أم بعيدة.. ويخشي اذا هاجم الفتاة وهي تتحدث معها تليفونيا ستستمع صديقتها وتسارع بنجدتها أو الاتصال بالشرطة.
ظل يسترق السمع وتنهد بارتياح عندما استمع الي صوت الفتاة يأتيه من الداخل قائلة لصديقته 'أنا هاقفل معاكي دلوقتي واحاسب الديلفري وبعدين اتصل بيكي.. انتي تسليني النهاردة'.
هنا اتخذ الشاب قراره ودخل الي الشقة وأغلق الباب خلفه وتسلل بهدوء حتي لا تشعر الفتاة بدخوله.
وبعد ثوان عادت الفتاة من الداخل وهي تحمل النقود ولكنها فوجئت بالشاب يقف في منتصف الصالة.
تسمرت في مكانها للحظات بفعل المفاجأة ولكنها حاولت الافلات بعد أن استوعبت الموقف ولكن الشاب انقض عليها وهو يحاول كتم صوتها.
ظلت تقاومه بشراسة الي انه تفوق عليها بسبب فارق القوة العضلية بينهما ودخلت الفتاة في اغماءة بعد أن اصطدمت رأسها بترابيزة وبدأ الشاب في تمزيق ملابسها والاعتداء عليها بدون أي مقاومة.. وما ان انتهي من جريمته حتي ارتدي ملابسه وغادر المكان وكأنه لم يفعل شيئا.
بماذا تفسرونا هذا السلوك المنافي اللاتربوي.
وشكرا.